الأردن يقر بترحيل لاجئين سوريين خالفوا القوانين

الأردن يقر بترحيل لاجئين سوريين خالفوا القوانين

03 يونيو 2015
القذف عبر الحدود يطال لاجئين في الأردن (GETTY)
+ الخط -



شكك الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني، اليوم الأربعاء، بتقرير صادر عن منظمة هيومن رايتس ووتش، يتهم بلاده بأنها حدّت بشدة من دخول السوريين إلى الأردن عبر المعابر غير الرسمية شرق المملكة، مؤكدة أن المئات منهم علقوا في منطقة صحراوية داخل الحدود الأردنية. كذلك أقرّ بترحيل لاجئين تجاوزوا القوانين وأثاروا المشاكل.

وأكد المومني خلال مؤتمر صحافي عقد في دار رئاسة الوزراء، أن بلاده تواصل اتباع سياسية الحدود المفتوحة، وأنها تقوم بالإعلان يومياً عن عدد اللاجئين السوريين الذين يدخلون الأردن، انسجاماً مع الشفافية التي تنتهجها حكومته في التعامل مع ملف اللاجئين.

وتعليقاً على ما ورد في التقرير عن وجود سوريين عالقين في الصحراء، قال المومني "إذا كان هؤلاء موجودين خارج الأراضي الأردنية فلن تستطيع الجهات الأردنية بالضرورة أن تتعامل معهم". وتابع "لو صح وصول هؤلاء إلى الحدود الأردنية فإنهم سيكونون أمام قوات حرس الحدود الأردنية المسؤولة عن إدخال اللاجئين، والتي ستتعامل معهم كما تعاملت مع آلاف اللاجئين الذين دخلوا من المعابر غير الشرعية"، واصفاً التقرير بأنه "غير منطقي، والتفكير بشكل منطقي يخالف ما ورد فيه".


وبحسب قوله، فإن وصول عدد اللاجئين السوريين داخل الأراضي الأردنية إلى مليون و400 آلف لاجئ، يؤكد عدم وجود تحديد لدخول اللاجئين.

في شأن متصل، أعلن المومني، وللمرة الأولى على لسان مسؤول أردني، عن وجود عمليات ترحيل قسرية بحق لاجئين سوريين، وهو ما يصطلح عليه في الأردن بـ "القذف عبر الحدود". وأكد أن ما تقوم به بلاده يتفق مع القوانين والاتفاقيات الدولية، وقال "الترحيل يخضع للاعتبارات والقوانين الدولية، نحن نستقبل اللاجئ لحمايته من ظروف استثنائية، لكن عندما يقوم بالتجاوز على القانون وإثارة المشاكل يحق لنا كدولة مستضيفة أن نقوم بترحيله".

وكان "العربي الجديد" قد نشر تحقيقاً يكشف عن عمليات ترحيل قسرية تقوم بها السلطات الأردنية بحق اللاجئين السوريين. وأقرت مصادر رسمية حينها باعتماد الترحيل القسري عقوبة لمن يتجاوز على القانون، وسط رفض الجهات المعنية بالإفصاح علناً عن حجم عمليات الترحيل والأسباب التي تبررها.

وعن المخاطر التي تتهدد الأردن نتيجة تطور الأوضاع في كلّ من سورية والعراق، لا سيما بعد اقتراب تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الذي يخوض حروباً ضد الجيش العراقي في محافظة الرمادي، المتاخمة للحدود الأردنية، أكد المومني جهوزية القوات المسلحة الأردنية للتعامل مع تلك الأخطاء، مشيراً إلى أنها ستطبق قواعد الاشتباك مع كل من يحاول الاقتراب من حدود الأردن.

اقرأ أيضاً: السوريون في الأردن..رعب "الرمي على الحدود" يطارد اللاجئين وأطفالهم 

وكان المدير الإقليمي لمنظمة هيون رايتس ووتش نديم خوري، قد أوضح في بيان، اليوم الأربعاء، أن الأردن بذل جهوداً مضنية لمساعدة اللاجئين السوريين، ولكن ذلك لا يعطيه "مبرراً للتخلي عن الواصلين الجدد في المناطق النائية لأسابيع من دون توفير الحماية الفعالة لهم، وتوصيل المساعدات بانتظام"، وتركهم عالقين في منطقة صحراوية داخل الحدود الأردنية. 

وذكرت المنظمة أن 2500 سوري، علقوا داخل الأردن في أبريل/ نيسان، ولكن هذا العدد انخفض إلى 1000 في أواخر مايو/ أيار، بعدما سمح الأردن لبعضهم بالخروج من منطقة الحدود.

ويوجد في الأردن أربعة مخيمات للسوريين، إلى جانب مخيم "الزعتري" الذي يضم العدد الأكبر من اللاجئين، وهي المخيم الإماراتي الأردني (مريجب الفهود) ومخيم الأزرق (مخيزن الغربي) ومخيم الحديقة في "الرمثا" (أقصى شمال البلاد)، ومخيم "سايبر سيتي" الذي يضم 470 لاجئاً فقط منهم 180 فلسطينياً".